أسباب ارتفاع الأسعار في المغرب وعلاقتها بتصدير خيرات البلاد الفلاحية للخارج

خيرات البلاد الفلاحية تصدر للخارج
خيرات البلاد الفلاحية تصدر للخارج

رئيس التحرير – موطني نيوز 

يعاني المغرب في الآونة الأخيرة من ارتفاع مستمر في الأسعار، والذي يؤثر بشكل كبير على المواطنين والاقتصاد المغربي بشكل عام. ويعتبر تصدير خيرات البلاد الفلاحية وغيرها من العوامل التي تؤثر على هذا الارتفاع الصاروخي للأسعار.

في السنوات الأخيرة، تشهد الصناعة الفلاحية المغربية نموًا ملحوظًا وزيادة في الإنتاجية، مما يزيد من الكميات المتاحة للتصدير. وتعتبر هذه الخيرات الفلاحية، مثل الحبوب والخضراوات والفواكه وغيرها، مصدر رئيسي للعملة الصعبة للمغرب، حيث تحتل مكانة مهمة في تحقيق التوازن التجاري وتمويل الاحتياجات الخارجية للدولة. 

ومع ذلك، يتمثل سبب ارتفاع الأسعار في عدة عوامل أخرى بجانب تصدير خيرات البلاد الفلاحية. من أبرز هذه العوامل ارتفاع تكاليف الإنتاج والتصنيع، وزيادة الطلب على المنتجات المغربية في الأسواق العالمية. كما تؤثر التكاليف اللوجستية والنقل، وارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة، والمنافسة في الأسواق الدولية.

ومن بين سبب معاناة المغاربة، والتأكيد على ان هذا الارتفاع في الأسعار لن يزول هو عندما أطلق المغرب سنة 2008 “مخطط المغرب الأخضر” بهدف جعل قطاع الفلاحة أحد محركات التنمية الاقتصادية للبلاد. ويتعلق الأمر باستراتيجية تتمحور حول سلسلة القيمة انطلاقا من الإنتاج وانتهاء بالتسويق. وقد أتاحت هذه الاستراتيجية، التي تم اعتمادها على المستوى الوطني، نموا ملحوظا للإنتاج الفلاحي بصفة عامة وللصادرات الفلاحية على وجه الخصوص. وفي هذا الصدد، بلغت قيمة صادرات المغرب الفلاحية سنة 2019 حوالي 40 مليار درهم، أي ما يعادل 2,8 أضعاف القيمة المسجلة خلال سنة 2009 (14,2 مليار درهم). ومن حيث حجم صادرات المغرب الفلاحية، فقد بلغت 2,3 مليون طن خلال سنة 2019 مسجلة بذلك ارتفاعا بنسبة 64% مقارنة بسنة 2009 (1,4 مليون طن).

قطاعات التصدير

الحوامض: خلال سنة 2019، بلغت صادرات الحوامض 607,2 ألف طن مقابل 460,6 طن خلال سنة 2009 مسجلة بذلك نموا بنسبة 32%.

الحوامض
الحوامض

البواكر: بلغت صادرات البواكر خلال سنة 2019 حجما يقدر ب 1262,1 ألف طن مقابل 760,6 خلال سنة 2009 أي بزيادة نسبتها 66 %.

البواكر
البواكر

المنتوجات الفلاحية المحولة: خلال سنة 2019 بلغ حجم صادرات المنتوجات الفلاحية المحولة حوالي 422,2 ألف طن مسجلا ارتفاعا بنسبة 89 % مقارنة مع سنة 2009.

المنتوجات الفلاحية
المنتوجات الفلاحية

التموقع الدولي للمغرب

عبر الدينامية التي عرفها قطاع تصدير المنتجات الفلاحية، تمكن المغرب من الارتقاء إلى مصاف كبار مصدري المنتوجات الغذائية في العالم. ويصنف المغرب من بين الخمس دول الأوائل المصدرين للمنتوجات التالية عبر العالم حتى حدود ينمو 2019:

  • أول مصدر للگبار بالعالم.
  • أول مصدر لزيت الأركان بالعالم.
  • ثالث مصدر لمصبرات الزيتون بالعالم.
  • ثالث مصدر للحوامض الصغيرة بالعالم.
  • رابع مصدر للطماطم بالعالم.

وفيما يخص سوق الاتحاد الأوروبي، فالمغرب يحتل المراتب التالية :

  • أول مورد للطماطم من خارج الاتحاد.
  • أول مورد لمصبرات الزيتون من خارج الاتحاد.
  • ثاني مورد لزيت الزيتون من خارج الاتحاد.
  • ثالث مورد للحوامض من خارج الاتحاد.

أما في سنة 2022 ولأول مرة، تجاوزت صادرات المنتجات الغذائية الزراعية والبحرية بالمغرب عتبة 80 مليار درهم سنة 2022 (حوالي 8 مليارات دولار)، وهو ما يمثل زيادة بحوالي 20% مقارنة بسنة 2021، حيث بلغت قيمة هذه الصادرات حوالي 68 مليار درهم (حوالي 6.7 مليارات دولار).

وحسب وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، فإن قطاع المنتجات الغذائية الزراعية والبحرية يحتل المرتبة الثالثة بين قطاعات التصدير المغربية، بعد صادرات الفوسفات والسيارات.

ورغم السياق العالمي المضطرب والظروف المناخية التي شهدها المغرب عام 2022 بسبب موجة الجفاف القاسية، فإن صادرات المنتجات الغذائية الزراعية حققت أداء متقدما مقارنة مع السنوات السابقة.

وحسب بيانات وزارة الفلاحة المغربية، فقد بلغ حجم صادرات الفواكه والخضر الطازجة 2.3 مليون طن خلال سنة 2022 بمعدل نمو سنوي بلغ 10%، وسجلت صادرات الفواكه الحمراء نموا بنسبة 20% حيث بلغ حجمها 132 ألف طن، كما تميزت سنة 2022 أيضا بنمو ملحوظ لصادرات الحوامض نحو السوق الأميركية بنسبة 2.2%.

أما بخصوص المنتجات الزراعية المصنعة، فقد سجلت صادراتها زيادة بنسبة 5% من حيث الحجم و19% من حيث القيمة خلال سنة 2022 مقارنة بسنة 2021، في الوقت الذي سجلت فيه صادرات زيت الزيتون نموا بنسبة 85% من حيث الحجم و49% من حيث القيمة.

وشهد قطاع تصدير المنتجات الزراعية دينامية مهمة في السنوات الماضية، مكّنت المغرب من التموقع ضمن كبار مصدري المنتوجات الغذائية في العالم، إذ يصنف ضمن الخمسة الأوائل المصدرين لمنتجات الكبار وزيت الأركان ومصبرات الزيتون والحوامض الصغيرة والطماطم.

وفي الختام اود ان أبشر الشعب المغربي لأقول لهم وكما قال صاحب الجلالة في إحدى خطبه بأن المغرب يسير بسرعتين، الغني يزداد ثراءا والفقير يزداد فقرا وبؤسا.

وبعبارة أصح “المرفحين في هذا البلاد التعيسة ولفو فلوس الصادرات ومعلا بالهمش يجوع الشعب ولا يموت”… تحياتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!