رئيس التحرير – موطني نيوز
تعد يوم القيامة يومًا مهمًا جدًا في الإسلام وفي العديد من الديانات الأخرى، فهو اليوم الذي يحين فيه الحساب الأخير لكل إنسان، حيث يتم تقييم أفعاله ونواياه طوال حياته، ويتم جزاؤه أو عقابه على ذلك. وتنبأت الأديان بعدد من العلامات التي سوف تحدث قبل يوم القيامة، بينما هناك العديد من الأحداث التي سوف تحدث يوم القيامة، ومنها ما يعرف بـ “يوم نفخ الصور”.
في هذا اليوم، سينفخ الملك إسرافيل عليه السلام الذي تكلم الله به في القرآن الكريم في الصور، وسيسمع الناس هذا النداء حتى ينبعثوا من قبورهم ويتوجهوا إلى مكان الحساب. وفي هذا اليوم، سيكون هناك انفجار هائل، حيث تنفجر الأرض والجبال والبحار، وينتشر الفوضى والفزع في كل مكان. وسيتجمع الناس في مكان معين، ليتم تقييم أعمالهم ونواياهم في الدنيا.
يتم وصف يوم نفخ الصور في الكثير من الأحاديث النبوية، والتي تقول إن الناس سينظرون بغباء في كل الاتجاهات بعد سماع النداء، وسيكونون في حالة من الذهول والرعب، وسيتحركون بسرعة لمكان التجمع. ويقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: “سينفخ في الصور، فلا يسمعها من في السماوات والأرض إلا هريرة الأرض وعندئذ يقوم الله جل جلاله على الماء، فالذين علوا في الدنيا تحت رجله، والذين سافروا في الدنيا تحت رجله، والذين استكبروا تحت رجله، والذين اعتذروا تحت رجله”.
وفي هذا اليوم، سيتم جمع الناس منذ بداية الخلق وحتى يوم القيامة، لتحاسب كل نفس على ما قدمته في الحياة. وسيكون هناك الكثير من الأحداث المروعة والمخيفة التي ستحدث في هذا اليوم، حيث سيكون الناس في حالة من الذهول والفزع والرعب.
ويقول الله تعالى في القرآن الكريم: “فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ”(المؤمنون – 101)، ويعني ذلك أنه في يوم نفخ الصور، لن يكون هناك أي انتماءات عائلية أو قومية أو دينية، ولن يتمكن أحد من الناس من الاستفسار أو التحدث مع الآخرين، بل سيكون كل شخص يحاسب على أفعاله ونواياه بشكل فردي.
وتدعو الأديان الناس للتقرب من الله وإتباع أوامره وترك المعاصي، وذلك ليكونوا من المفلحين في يوم القيامة ولينجوا من عذاب الله وغضبه. وتدعو الأديان أيضًا الناس إلى العمل الصالح والإحسان إلى الآخرين وإتباع الأخلاق الحميدة، وذلك لأن هذه الأفعال ستكون سببًا للنجاة في يوم القيامة.
وفي النهاية، يمثل يوم نفخ الصور يومًا مخيفًا ومروعًا بالنسبة للكثير من الناس، ولكنه يمثل أيضًا يومًا لتحاسب الناس على أفعالهم ونواياهم في الحياة، وفرصة للتوبة والإصلاح قبل فوات الأوان. وعلى الناس أن يتحلى بالتقوى والإحسان والعمل الصالح، لكي يكونوا من المنجين في يوم القيامة ولينجوا من عذاب الله وغضبه ويدخلوا الجنة، التي وعد الله بها المؤمنين المتقين، ويكونوا في نعيم وسعادة دائمة مع الله.