المصطفى الجوي – موطني نيوز
تواجه مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، تحديًا غير مسبوق في مجال إمدادات المياه. فمنذ بداية العام الجاري، تشهد المدينة إجهادًا متزايدًا ونقصًا ملحوظًا في موارد المياه، مما يثير مخاوف جدية حول إمكانية اتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك احتمال قطع المياه عن المدينة بأكملها لساعات.
وفقًا لمصادر مطلعة، فإن قرار قطع المياه عن الدار البيضاء يُعد خيارًا مطروحًا على طاولة المسؤولين، وينتظر الموافقة النهائية. هذا الوضع الحرج ناتج عن عدة عوامل متداخلة، أبرزها:
1. الارتفاع المستمر في الطلب على المياه.
2. النمو الديموغرافي المتسارع للمدينة.
3. تواصل سنوات الجفاف التي تضرب المنطقة.
في مواجهة هذه الأزمة المتفاقمة، تدرس السلطات المعنية بما فيها مجلس الدار البيضاء عدة برامج واستراتيجيات تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه والحد من هدرها في مختلف مقاطعات المدينة. وتشمل هذه الخطط:
– تطوير بنية تحتية جديدة لتحسين إدارة الموارد المائية.
– إطلاق حملات توعية لتشجيع المواطنين على الاستخدام المسؤول للمياه.
– استثمار في تقنيات حديثة لمعالجة وإعادة استخدام المياه.
يؤكد خبراء في مجال الموارد المائية أن الوضع بات حرجًا، وأن اتخاذ إجراءات عاجلة أصبح ضرورة ملحة لتجنب سيناريو كارثي قد يؤدي إلى شح حاد في المياه.
وفي تصريح لموطني نيوز، قال مسؤول في قطاع المياه (فضل عدم الكشف عن هويته): “نحن نواجه وضعًا استثنائيًا يتطلب تدابير استثنائية. قرار قطع المياه ليس خيارنا المفضل، لكنه يبقى احتمالاً واردًا إذا لم نتمكن من إيجاد حلول بديلة فعالة وسريعة.”
وفي المقابل، يطالب نشطاء بيئيون وممثلو المجتمع المدني بضرورة إشراك المواطنين في عملية صنع القرار وإيجاد حلول مستدامة طويلة الأمد لمشكلة المياه، بدلاً من اللجوء إلى حلول قصيرة المدى قد تؤثر سلبًا على حياة الملايين من سكان الدار البيضاء.
لتبقى أزمة المياه في الدار البيضاء تحديًا كبيرًا يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، من سلطات محلية ومركزية ومواطنين، لإيجاد حلول ناجعة تضمن استدامة الموارد المائية وتجنب سيناريو قطع المياه الذي قد يكون له تداعيات وخيمة على الحياة اليومية والنشاط الاقتصادي في العاصمة الاقتصادية للمملكة، وربما يتجاوزها لأقاليم أخرى مجاورة كالجديدة و المحمدية.